هكذا كتب الإمام الشافعي عن اشتياقه للمجيء إلى مصر والذي عاش بها ٤ سنوات فقط و توفاه الله بها عام ٨٢٠ م كأنه كان يعلم أنه سيدفن في ترابها .عشق قلبه المصريين وبادلوه هم حباً بحب وإجلال وإكرام حتى يومنا هذا..

فقاموا بدفن موتاهم حول ضريحه وقبته الرائعة التي بناها السلطان الكامل الأيوبي في القرن١٢وسميت بالتالي بقرافة الإمام الشافعي وأيضا بالقرافة الصغرى، تميزا عن القرافة الكبرى أول مكان لدفن المسلمين في مصر شمالاً، ناحية الفسطاط.

ولكنها اشتهرت بين المصريين باسم آخر وهو قرافة الإمامين، حيث دفن بها قبل الشافعي عام ٧٩٢ م "خامس الأئمة" الإمام المصري الفقيه الليث بن سعد الذي ولد بالقليوبية عام ٧١٥ م…وقبلهم كانت هذه المنطقة بقعة مباركة دفن بها بعض السيدات والرجال من آل البيت والذين جاءوا للاحتماء بمصر أيام الفتنة الكبرى. تحوي أيضاً المنطقة الكثير من مدافن المصريين سواء كانوا ملوكاً وأمراء كمدفن الأسرة العلوية أو كانوا مصريين بسطاء...هنا أراد الجميع التبرك بالدفن حول الإمامين … في انتظاركم يوم السبت المقبل ٢٦ فبراير, سنتجول سيراً على الأقدام لزيارة أضرحة آل البيت من العصر الفاطمي حيث توجد أقدم قباب ومحاريب في مصر ثم سنزور مقام الإمام الليث بن سعد، حيث أضاف السلاطين والأمراء بصمتهم لتذكر الزوار ببركة وأهمية المكان وعنايتهم به. سنمر بحوش الباشا أو مدفن "الفاميليا" كما كان يطلق عليه في زمن الأسرة العلوية، ثم سننهي الجولة بزيارة أجمل أضرحة المحروسة "ضريح الإمام الشافعي" ذو الباب الخشبي المكفت بالفضة والتي تعلوه أكبر قبة خشبية ملونة ومزخرفة في مصر والذي قام مكتب مجاورة بترميمه منذ عام ٢٠١٦ وأعاد إليه بهائه ورونقه. بعد الجولة الارشادية هناك الكثير من الأنشطة الاختيارية في انتظار الزوار.