في مسافة لا تذكر من القلعة وتحديدا من بعد دار المحفوظات والباب الجديد الذي أنشأه محمد علي بدلا من الباب المدرج الأيوبي القديم، سنزور حي الحطابين والصناع والحرفيين في أحضان جدران القلعة والذين قاموا بتزويد قصورها وساكنيها بكل ما يحتاجونه من خشب وصدف وأقمشة وغيرها من مواد خام وفنون مختلفة… سنمر في شوارع تحمل أسماء تاريخ القلعة المتداخل مع تاريخ هذا الحي الأصيل مثل ميدان دار العدل وعطفة الكسارة وباب الوداع، وشوارع أخرى ساحرة تتميز بلاند سكيب معجون بخفة دم الشخصية المصرية الخالصة… وبين أبواب البيوت القديمة وشبابيكها وورش الصدف والخشب والخيامية والحرف الفنية المهددة بالانقراض، سنزور آثار قديمة مثل مقام الشرفاء والذي تدور حوله الكثير من الأساطير التي سنعرفها أثناء الجولة. وعلى بعد أمتار قليلة، سنمر بصحراء الحطابة مكان لعب الأولاد وساقية الحجاج وحواديت أم الشوك…هناك أيضا سنستمتع ببانوراما فريدة للقاهرة الفاطمية والمملوكية من باب زويلة إلى باب الوزير ونحن واقفون على قمة الخانقاه النظامية من القرن ١٤ م التي استخدمها عساكر بونابرت كقلعة لضرب المصريين. سنسلك طريق الدحديرة لنزور أول سبيل مملوكي مستقل منحوت في الجبل وسنزور أيضا ميدان المنشكية حيث المئذنة المستقلة… سننهي الجولة كعادتنا في قعدة ولمة حول أكواب من الشاي الساخن مع لقمة هنية، هذه المرة في حديقة الحطابة الذي قامت ”مجاورة“ بإنشائها بدعم من شركة شيبسي.